يجب أن تتذكر أول مرة سافرت فيها بالزمن ، كيف كانت حياتك قبلها يا نفسى ، يامن تخفين عنى الحقيقة ، ما الذى يحدث لى ياترى ، أنا ، انا قتلت نرجس ! لماذا ؟
بدأ كل شئ بالتدفق لعقلى فى تلك اللحظة ، وانا واقف فى مكانى ، انظر إلى أضواء سيارة الإسعاف الحمراء ، انظر إلى المسعفين وهم يحملون نرجس ، فى الحقيقة ، كانت هى بداية العقدة ، لأنه وفى عام ٢٠٠٣ كان هذا ما حدث لى حقاً ، لقد كنت قد انفصلت عن نرجس ، نعم ،نرجس كانت حيه فى عام ٢٠٠٣ ، انفصلت عنها لأنى أكتشفت نشاطها المشبوة فى الإتجار بالمخدرات ، وارتبط بحنين ، تلك الفتاة التى رأيتها فى الحفلة وشعرت اننى قد رأيتها من قبل ، وكنا على وشك الزواج ، وفى يوم الزفاف ، وقعت لنا تلك الحادثة ، التى دبرتها نرجس حتى تتخلص منى ومن حنين ، بالفعل ماتت حنين ، لكننى ظللت على قيد الحياة ، كنت اعانى من ارتجاج ، وظللت فى المشفى بضعة أيام ، وهناك أتاني ذلك الرجل ، الذى قال لى انه يريد مساعدتى ، قال لى شئ عن الماضى والمستقبل ، واعطانى تلك السترة ، قال لى ارتديها وستأخذك إلى أى وقت تريده ، أستعملها للخير ، ولا تفكر أن تستعملها لمصلحتك الشخصية ، ولكننى لم أستطيع ،
سافرت بالزمن مرة تلو الاخر تلو الأخرى دون تعب ، إلى أن تسبب ذلك فى حدوث تشوة فى ذاكرتى ، ادى ذلك التشوة إلى تغير بعض التفاصيل ، تفاصيل كانت كفيلة بتدمير كل شئ ، بينما انا اتذكر كل ذلك أتانى ذلك الرجل الذى قابلنى فى المستقبل فى عام ٢٠٠٣ .
الرجل: مش قولتلك اياك ترجع هنا تانى ، وحاول تستعمل الاداة اللى معاك فى الخير، ومش عشان تغير ماضيك ، لأنه مش هيتغير ، ما تقلقش ، انا صلحت اللى انت عملته .
مهاب: صلحت ايه بالظبط ، الشخص الصح هو اللى مات ، نرجس كان المفروض تموت ، وحنين كان المفروض تعيش .
الرجل : احنا حاولنا ننقذ حنين ، بس ده كان بيدمر المستقبل ، واستمرار نرجس فى الحياة ، بيدمر المستقبل اكتر واكتر ، وعشان كده يا مهاب كان الحل ان الإتنين يموتوا .
الرجل : أنا قتلت حنين، وجثتها دلوقتى فى النيل ، عايمة مع السمك، عايزك تفتكر ، ايه حصل لما خليت ليلى تقتل نرجس اول مرة يا مهاب ، وقتها تذكرت جيداً ، تلك النظرية ، عن تأثير الفراشة ، عندما قتلت نرجس ، خُلق مستقبل موازى تكون فيه حنين هى تاجرة المخدرات ، وفى ذلك المستقبل كان كل شئ حالك السواد ، نعم ربما هذا الرجل على حق ، اذا ظلت حنين او نرجس على قيد الحياة فلن يتغير شئ ، ربما سوف امنع مستقبل بائس بموت الإثنتين معاً .
مهاب: أنا عايز أعرف أنت مين ، وازاى قدرت تعرف كل المعلومات دى ؟
الرجل: لما توصل لسن ال ٤٥ بص فى المراية بس وهتلاقينى ،
فجأة تلاشى ذلك الرجل من أمامى ، ولم يعد له أى أثر ،ياترى هل سوف يكون المستقبل أفضل هذه المرة ، ام أن هناك مستقبل ليس بالحسبان ينتظرنى؟